HOME Page Latest Videos Forum News

اليمن في ظل الإسلام

اليمن القديم و النظم المدنية

اليمن في العصر العباسي

اليمن في العصر الأموي

الدولة الرسولية 626-858 ه/1229-1454م

الحكم الأيوبي  569-626 هـ /1173-1229م

الزيديون والأتراك

الدولة الطاهرية 855- 923هـ/1451-1517م

الثورة والوحدة

المملكة المتوكلية  والاستعمار البريطاني

اليمن في العصر العباسي

يقسم المؤرخون خلافة العباسيين إلى عصرين عصر قوة أول وعصر ضعف ثان، وفي العصر الأول تمكن العباسيون من بسط سيادتهم على كل رقعة الخلافة باستثناء الأندلس وأجزاء من شمال أفريقيا، كما تمكنوا من القضاء على الثورات التي هاجت ضدهم، أما في العصر الثاني فقد أدى الضعف المتنوع الأسباب إلى خروج كثير من الأقاليم عن سيطرتهم، وسنجد آثار العصرين في اليمن ، ففي العصر الأول سار العباسيون من جهة نظام الحكم سيرة الأمويين قبلهم وأرسلوا الولاة إلى اليمن بمخاليفه المتعددة او مضموما إليها الحجاز، كما تفاوتت مددهم قصرا وطولا واستمر كذلك نظام الاستتابة، ومجمل القول أن اليمن وفي العصر العباسي الأول عرفت ولاة عباسيين أقوياء تمكنوا من ضرب الثورات التي قامت ضدهم خاصة في حضرموت زمن الوالي معن بن زائدة الشيباني الذي ولي اليمن لأبي جعفر المنصور وجهات تهامة والساحل زمن الوالي حماد البربري الذي ولي اليمن لهارون الرشيد ، والذي عانى من ثورة قام بها الهيصم بن عبد الصمد الحميري استمرت فترة طويلة، وقد بدأت أولا نخوة على العار ضد الوالي العباسي لتتحول بعدئذ إلى ثورة للإطاحة بالوجود العباسي في اليمن، وقد استعمل حماد البربري الشدة والخداع في القضاء على هذه الثورة بموافقة هارون الرشيد كما يبدو والذي أثر عنه انه قال لواليه حماد بعد أن أطلعه الأخير على أو ضاع أهل اليمن  اسمعني أصواتهم إلى هنا  وقد صم الرشيد أذنيه عن كل شكايات أهل اليمن من ظلم حماد، ومع ذلك تذكر المصادر إن عهد حماد كان عهد استقرار وأمان وخصب وعمار، كما يذكر بالخير أيضا الوالي محمد بن خالد البرمكي الذي قام بجر غيل إلى صنعاء عرف بغيل البرمكي، أما الأكثر من ولاة بني العباس فقد اشتهروا بالظلم وفساد الذمة والشذوذ وهو ما سيمهد عند ضعف الدولة العباسية لتكون اليمن مركزا لنشوء الدويلات المنفصلة أو المستقلة عن الخلافة العباسية ، ويمكن أن نقرر انه حتى أوائل القرن الثالث الهجري كانت اليمن ولاية تابعة للدولة العباسية مباشرة حتى مع وجود دولة بني زياد التي ساهم المأمون في إنشائها في تهامة عام 203 هـ ، وقد عانت اليمن مثل غيرها من بقاع العالم الإسلامي من المجابهات الدموية بين العباسيين وبني عمومتهم العلويين الذين قاموا بثورات متكررة للإطاحة بحكم بني العباس بحجة أن بني العباس مغتصبون للخلافة وأن الأحق بها هم العلويون، وقد جرب أحد العلويين حظه في اليمن للحصول على نطاق جغرافي يحكمه وهو إبراهيم بن موسى الذي تنعته المصادر بالجزار، ويكفي لقبه هذا دليلا على كثرة سفكه الدماء بين أهل اليمن، ومع أنه حورب من القوى المحلية وولاة العباسيين، إلا أنه وهو يفر في جهات اليمن مهزوما أمام القوى المحلية وجيوش العباسيين يتم تعيينه واليا رسميا على اليمن من قبل الخليفة العباسي المأمون الذي كان كما يبدو يجهل سيرته في اليمن، لكن كان للتعيين صلة برغبة المأمون في جعل الخلافة من بعده علوية ، إذ عين المأمون أخا إبراهيم الجزار هذا، على بن موسى الملقب بعلى الرضا وليا للعهد، ولبس المأمون اللون الأخضر شعار العلويين، وقد أدت هذه الخطوة المختلف على تفسير دوافعها بين المؤرخين من قبل المأمون إلى ردود أفعال عند باقي العباسيين وأعوانهم من الخراسانية في بغداد انتهت بعزل المأمون عن منصبه وتعيين عمه إبراهيم بن المهدي خليفة بدلا عنه، ولما تدارك المأمون موقفه بموت أو بسم على الرضا هذا عاد إلى بغداد عباسيا بلونه الأسود، وهذا الاضطراب الذي شهدته بغداد شهدته كذلك اليمن ، أولا لتثبيت سلطة إبراهيم الجزار الشرعية، ثم لعزله وإقصائه بعد انقلاب المأمون على العلويين، هذه الأحداث التي وقعت مطلع القرن الثالث الهجري غذت القوى المحلية برغبات في الانفصال عن الخلافة العباسية وهم يشهدون غيرهم من الولاة والمتطلعين إلى السلطة يحاولون الانفصال والاستقلال، ويبدو أن الخلافة العباسية قد أدركت توثبات أهل اليمن نحو الاستقلال من جراء الثورات الكثيرة التي كانت تقع في المرتفعات والسهول، فقامت بدعم حكم في جهات تهامة هو حكم آل زياد السني في العام 203هـ كي تضمن على الأقل بقاء الطرق التجارية البحرية بعيدة عن تقلبات الأحوال السياسية في المرتفعات وهي التقلبات والصراعات العنيفة على السلطة، بين زعامات قبلية ومذهبية ستستغرق ما يناهز الأربعة القرون ابتداء من نشوء الدولة الزيادية في تهامة وانتهاء بوقوع اليمن تحت الحكم الأيوبي في عام 569هـ ، أما القوى التي شاركت في الصراع على السلطة في أقاليمها أو حاولت الاستيلاء على كل اليمن متمكنة من ذلك لبعض الوقت ، فكان آل زياد في زبيد في الفترة من  203 – 409 هـ/ 819 – 1019م  وآل يعفر الحواليون الحميريون ، وكانوا على المذهب السني ومراكزهم صنعاء وشبام في الفترة من   225 –393 هـ/ 839 – 1003م    والإئمة الزيدون في دولتهم الأولى ، نسبة إلى الإمام زيد بن على زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبى طالب، الذي خالف الإمام جعفر الصادق في مبدأي التقية والاستتار وأسس لمبدأ الثورة على الظلم متى ما وجد هذا الظلم وهو شرط الخروج والثورة ، ويتميز المذهب الزيدي باعتداله، وانفتاحه على المذاهب الأخرى وبجعل الاجتهاد ضرورة دائمة وهو ما أدى إلى إثراء المذهب الزيدي بالفكر وظهر له في الفترات التاريخية المتأخرة علماء كبار أجلاء في أوقات كان فيه الجمود يضرب إطنابه في مسطحي العالمين العربي والإسلامي، ويعد المذهب الزيدي عامة أقرب المذاهب الشيعية إلى السنة، التي تأخذ عليهم حصرهم الإمامة في أولاد الحسن والحسين ومع ذلك يجوزون إمامة المفضول مع وجود الأفضل كما ينبذون مبدأ العصمة والتقية ويجيزون الخروج على الظلم، كما يجيزون خروج إمامين في وقت واحد وهو ما أدى في فترات كثيرة من تاريخ الدول الزيدية في اليمن إلى خروج أكثر من إمام دارت بينهم صراعات عنيفة أراقت الدماء وأهلكت الزرع والضرع، لكن مبدأ الخروج هذا رغم ويلاته هو الذي احتفظ للطامحين من الأئمة الزيدين بجذوة الثورة مكنتهم من قيادة محاولات متعاقبة لتأسيس حكم علوي وراثي سنصادفها في الصفحات القادمة، ولو ان هذا المبدأ فيما بعد قد آل إلى تنافس بين الطامحين لا من أجل رفع الظلم بل لتأسيس ملك وسلطان، وقد أتخذت الدولة الزيدية الأولى بزعامة مؤسس الدولة والمذهب الزيدي في اليمن العلوي يحيى بن الحسين الرسي المنعوت بالهادى إلى الحق، من صعدة مركزا لها في الفترة 284 –444 هـ/ 897 –1052م  ، والإسماعيليون   القرامطة   في دولتهم الأولى ومراكزها المذيخرة ولاعة في الفترة 291 – 321 هـ/ 903 – 933م   وهم أيضا شيعة يرون أن الإمامة انتقلت من العلوي جعفر الصادق إلى ابنه الأكبر إسماعيل فشايعوه ودعوا باسمه وحفظوا الإمامة في أعقابه وهم على خلاف المذهب الزيدي يجوزون الاستتار للإمام إذا لم تكن له قوة يظهر بها، كما يؤمنون بالنظر الباطني للأمورولهم آراء حول العلاقة بين النبوة والإمامة ، ثم الصليحيون وهم الإسماعيليون أو القرامطة في دولتهم الثانية ، والتي كانت تابعة لحكم الفاطميين في القاهرة ، وقد اتصفت بالتسامح المذهبي فلم تفرض على أحد إتباع ما تذهب إليه من فقه سياسي وشرعي، ومراكزهم جبل مسار في حراز ، وصنعاء وجبلة وحصن أشيح في آنس في الفترة 439 –532هـ / 1048 – 1138 م  ، بنو نجاح في زبيد، وهم وارثوا الدولة الزيادية وكانوا عبيدا لهم من الأحباش فتمكنوا من السيطرة على الدولة بعدئذ وابقوا على مذهبها السني في الفترة 403 – 555 هـ / 1013 – 1161م   ، بنو زريع في عدن وهم من اتباع الدولة الإسماعيلية في الفترة    470 – 569 هـ / 1078 – 1174 م  ، بنو حاتم في صنعاء وكانوا على المذهب الإسماعيلي في الفترة    494 – 569 هـ/ 1101 – 1174م   ، بنو مهدي الحميريون في زبيد ، نسبة إلى المؤسس على بن مهدي والذي قضى على حكم النجاحيين وخلفهم في زبيد في الفترة  553 – 569 هـ / 1159 – 1174 م ، وقد وجدت مختلف الطموحات السياسية في أوضاع اليمن القبلية وتصارعها مع بعضها البعض خير وسيلة للحصول على الأعوان الذين رغبوا في الانتقام من بعضهم تحت مسمى القيادات المختلفة، وقد تصارعت القوى المتعاصرة مع بعضها البعض وتبادلت النصر والهزيمة سجالا وأطيح بأسر حاكمة لتحل محلها أخرى إلى حين ، وتمكن بعضها من السيطرة على ديار بعض فكانت الغلبة أولا لآل زياد ثم كانت للقرامطة على حساب اليعفريين والزيديين ثم كانت لليعفريين والزيدين في تحالفهم بعد صراع ومجابهات ضد الجزء الخطر من القرامطة وهو على بن الفضل ثم جاء دور الصليحيين ليتمكن مؤسس الدولة علي بن محمد الصليحي، ، التلميذ النجيب والنابه للداعية الإسماعيلي سليمان الزواحي من الإطاحة بكل القوى القبلية منه والحاكمة ، وتوحيد اليمن تحت حكمه بل أنه أدخل مكة تحت حكمه، ويخلف بنو نجاح آل زياد في زبيد ويتبادلون النصر والهزيمة مع الصليحيين ، والصليحيون تنقسم دولتهم بعد وفاة المكرم زوج السيدة أروى بنت أحمد محمودة السيرة والذكر فتأخذ بالتدريج في الضعف والزوال فيبسط النجاحيون دولتهم في التهائم ، ويقوى آل زريع ولاة الصليحيين في عدن ويؤسسون دولتهم المسيطرة على عدن وأبين وتعز ، ويتداول السلطة في صنعاء وما حولها أسر همدانية كآل حاتم وآل القبيب وآل عمران ، وفي زبيد يحل بنو مهدي كما أسلفنا محل آل نجاح ،وكانت لكثيرمن هذه القوى المتصارعة في اليمن ارتباطاتها الفعلية أو الاسمية، فآل زياد يدينون بالولاء لبني العباس واليعفريون حسب أوضاع القوة والضعف تارة يستقلون نهائيا وأخرى يعترفون بالخلافة العباسية أو هي تعترف بهم وتقرهم على أوضاعهم، والإسماعيليون  القرامطة  يدينون بالتبعية والولاء للفاطميين في عاصمتهم الأولى المهدية بتونس وفي القاهرة بمصر فيما بعد، ثم ينشق فريق منهم بزعامة على بن الفضل الحميري ويستقل بالحكم لنفسه ويبقى الفرع الآخر بزعامة منصور بن حو شب الملقب بالمنصور تابعا للخلافة الفاطمية حتى تعصف منافسات السلطة بالأعقاب ليعلن الحسن بن المنصور عام 321 هـ نبذه للإسماعيلية واعتناقه لمذهب السنة لتسقط سلطته بعدئذ تحت ضربات قوى قبلية محلية موالية لبني العباس، أما دولة الأئمة الزيدين فقد كانت منذ البداية منافسة للحكم العباسي كما انها كانت تجسيدا لطموح العلويين في الحكم معتبرين أنفسهم أهل حق في قيادة المسلمين، ومتهمين العباسيين باغتصاب السلطة من أهلها، ولا بد من الإشارة إلا أن بعض هذه الدول كالزيدية والإسماعيلية والصليحية ، بل والزيادية قد قامت على أساس فكري أو مذهبي في إطار صراع الأفكار والمذاهب التي ظهرت في الخلافة الإسلامية عامة،ولا تزال فترة الصراع الطويلة هذه تحتاج إلى مزيد من الدراسات الحديثة لكشف غموضها وفك اسرارها، لأننا نعتقد أن هذه الفترة قد ساهمت إلى حد بعيد قي تشكيل الملامح اليمنية الممتدة إلى اليوم جغرافيا وسكانيا ومذهبيا، وإلى جانب تلك الدول والكيانات الرسمية هناك حشد من أسماء القبائل أو الأسر أو تحالفاتها والتي شاركت في الصراع الدائر بين الطامحين في السيادة والسلطة، وفي حالات نادرة فقط حاولت الخلافة العباسية وهي تحاول استعادة قوتها ومجدها التدخل لإقرار ما تراه منا سبا بحكم كونها الخلافة الإسلامية المهيمنة وقد ساعدها على ذلك كونها ظلت – في زمن الانقسامات والفوضى العسكرية - الغطاء الشرعي والروحي الذي لجأ إليه المتقاتلون أحيانا للحصول على غطاء شرعي أو روحي من خلافة المسلمين وفيما عدا فترات قصيرة من العصر العباسي الثاني وفي أزمنة خلفاء مثل المعتمد حيث حاول أخوه الموفق   278 هـ / 891م  فرض السيطرة العباسية على اليمن ثم محاولات المعتضد   289هـ / 907م    والمكتفي   295 هـ/ 907م  ، كانت الخلافة تنتظر فقط من يفد إليها أو يراسلها بغرض استمدادها الشرعية والغطاء الروحي لما تغلبوا عليه، وقد ظلت الأوضاع تلك على حالها حتى مجيء الأيوبيين إلى اليمن فتغيرت الخارطة السياسية في اليمن لصالحهم 

الحكم الأيوبي   569- 626 هـ /1173-1229م

تمكن السلطان صلاح الدين الأيوبي من إنشاء ملك خالص له في مصر ابتداء من عام 567 على أنقاض الفاطميين، ومد سلطانه إلى الشام ليرث مملكة نور الدين الزنكي ، صاحب الفضل الأول في صعود نجم الأسرة الأيوبية، ومع ذلك أبقى صلاح الدين على ولائه للخلافة العباسية في بغداد، والتي أعانته في إضفاء شرعية على طموحه في توسيع مملكته، وكان على صلاح الدين الذي أخذ يحل في مصر قواعد المذهب السني الشافعي محل المذهب الفاطمي الشيعي ، أن يتابع جهاده ضد الصليبين الذين ظهروا على مسرح الأحداث في الشام ومصر مع نهاية الحكم الفاطمي، وكان طموح صلاح الدين في تأسيس مملكة واسعة له قد أقنعه بضرورة إرسال حملة إلى اليمن لضمها إلى مصر والشام في مجابهته للصليبين ، خاصة وأن اليمن كانت تابعة للدولة الفاطمية المنهارة ،وإلى جانب الطموح السياسي لصلاح الدين في ضم اليمن إلى ملكه ، رويت أخبار عن رسائل من بعض أهل اليمن تشكوا ولاتها وتطالب الدولة الفتية في مصر بالقدوم إلى اليمن ، فأرسل صلاح الدين الأيوبي أخاه توران شاه إلى اليمن عام 569هـ/ 1173م  ، وكانت اليمن كما مر بنا منقسمة على نفسها بين دول وقبائل تتصارع على السيادة والنفوذ، فأخذ الأيوبيون بسهولة أحيانا وببعض الصعوبات أخرى يقضون على تلك الدول دولة فدولة فبدءوا بدولة بني مهدي في زبيد ، ثم تحولوا للقضاء على دولة بني زريع في عدن وتعز ومخلاف جعفر   إب   ، ثم تطلعوا للقضاء على سلطة بني حاتم في صنعاء ، وفي الطريق جابهتهم قوات قبلية انتهت إلى صلح بدفع إتاوة مجزية للأيوبيين، وكان السلطان علي بن حاتم قد خرج من صنعاء فارا من الأيوبيين ووجه لهم في نفس الوقت من يتفاوض معهم على صلح وافقوا عليه، وفيه دفع لأموال وأحصنة، وبهذا تكون دولة بني حاتم وإن احتفظت بسلطانها قد خضعت هي الأخرى لنفوذ الأيوبيين، ثم أتجه القائد الأيوبي إلى زبيد ومنها إلى تعز ثانية ومنه إلى مخلاف الحجرية حيث استولى على حصونها باستثناء حصن الدملوة حيث قاوم نائب الزريعين هناك أبو الدر جوهر المعظمي ، ثم أختط توران شاه مكان قرية ذي عدينة مدينة تعز كمقر لحكمه بعد نصيحة أطبائه له بأنها طيبة الهواء والمكان الذي يصلح لإقامته، ومع ذلك فإن رسائله وشعره لأخيه صلاح الدين أظهرت شوقه لمصر وبلاد الشام التي افتقدها وأفتقد خيرات لم يجدها في اليمن التي لم تغن عن مصر والشام شيئا رغم كثرة أموالها وسعة ملكها كما وصفها السلطان صلاح الدين الأيوبي نفسه، وباقي تاريخ الأيوبيين في اليمن الذي زاد قليلا عن نصف القرن قد توزع بين منافسات ولاة الأيوبيين وحرب الخارجين عليهم من آل حاتم وإمام الزيدية العالم الغزير عبد الله بن حمزة الذي ظهر في الجوف وصعدة عام 583 للهجرة محاولا استغلال ضعف آل حاتم ليستولي على صنعاء وليرسي ثانية نفوذا للعلويين في اليمن، وهو ما كان الإمام احمد بن سليمان قد حاوله وهو يشهد تصدع الدولة الصليحية عقب وفاة الملكة الصليحية أروى بنت احمد ، لكن وصول الأيوبيين إلى اليمن أعاقت طموحات الإمام احمد بن سليمان واضطر لمصالحتهم والاعتراف بنفوذهم في جهاته، ثم دخل الإمام عبد الله بن حمزة في حروب مع زعماء الدولة الأيوبية في اليمن كانت الغلبة فيها لجيوش الأيوبيين ، ولعل أحد أسباب الهزيمة هذه يكمن في أن الإمام ابن حمزة كان قد بذل جهودا حربية وفكرية جبارة للقضاء على فرقة المطرفية المنشقة على المذهب الزيدي وتمكن من إفنائهم فكرا وجسدا، وآخر الولاة الأيوبيين في اليمن كان السلطان المسعود الأيوبي الذي تمكن من فرض هيبة الأيوبيين على مختلف القوى والمنافسين في اليمن ، وقد عاد إلى مصر عام 620 لزيارة والده السلطان الأيوبي الكامل مخلفا الأمير نور الدين عمر بن علي بن رسول نائبا له في اليمن ، استمرت غيبة السلطان المسعودى في مصر أربع سنوات تمكن خلالها نائبه في اليمن واخوته من السيطرة على الأمور في اليمن وتحقيق انتصارات مهمة على المنافسين من أبناء الإمام عبد الله بن حمزة، وغيرهم من رؤساء القبائل الطامحين، فعلت بذلك مكانتهم وعظمت قوتهم، وخُشي من تطلعهم إلى الاستقلال عن الأيوبيين فعاد السلطان الأيوبي المسعود إلى اليمن مكرها من قبل أبيه السلطان الكامل كما تذكر المصادر، إذ ما لبث ان عبر عن فرحته حين استدعاه أبوه السلطان الكامل ليتسلم ولاية الشام ، فغادر اليمن سنة 626 للهجرة مخلفا عليها صديقه نور الدين عمر بن علي بن رسول ، وأوصاه بأن يستأثر لنفسه بالملك بعد موته، وأن لا يسمح لأحد من بني أيوب بدخول اليمن ولو كان أبوه السلطان نفسه مطويا في كتاب، وقد مات السلطان مسعود في مكة وهو في طريقه إلى الشام، وهكذا مهد السبيل لظهور الدولة الرسولية في اليمن على يدمؤسسها نور الدين عمر بن علي بن رسول الذي تلقب بعدئذ بالمنصور،

اليمن في ظل الإسلام

اليمن القديم و النظم المدنية

اليمن في العصر العباسي

اليمن في العصر الأموي

الدولة الرسولية 626-858 ه/1229-1454م

الحكم الأيوبي  569-626 هـ /1173-1229م

الزيديون والأتراك

الدولة الطاهرية 855- 923هـ/1451-1517م

الثورة والوحدة

المملكة المتوكلية  والاستعمار البريطاني